السيرة الذاتية لدكتور. ظريف حسين
الإسم بالكامل: ظريف مصطفى أحمد حسين
أكاديمي فيلسوف وشاعر مصري، هو حاليًا (٢٠٢٢) أستاذ الفلسفة الحديثة والمعاصرة بجامعة الزقازيق.
حياته العملية
على المستوى العمليّ فقد شغل جميع المناصب الإدارية بكلية الآداب، وختم حياته الوظيفية برئاسة القسم ٢٠٢٢.
فلسفته
هو يتسم في كل كتاباته بأسلوب نقدي حاد، وبتعبيرات صادمة، ويعد من القلائل الذين استطاعوا ببحوثهم ومؤلفاتهم أن ينقلوا البحث في الفلسفة من مجرد التعريف العام بها، أو الحديث الخطابي عنها.. إلى مستوى دراستها دراسة موضوعية. وقد كان في هذا صارمًا إلى أبعد حد؛ فالنص الفلسفي لديه هو مادة التحليل الأولى، ومضمونه هو أساس التقييم، والهدف منه هو الذي يحدد اتجاه صاحبه.. ومن هذا المنطلق يعد واحدًا من أساتذة الفلسفة الكبار في مصر والعالم العربي المشهورين، الذين اهتموا في مشروعهم الفكري بالأخلاق والقيم والعقلانية.
كما تنتمي كتاباته إلى نمط الكتابة ما بعد الحداثية؛ أي الكتابة غير النسقية، وهي كتابة لا تتقيد ببناء محدد أو خط سير معين، وإنما تمضي في كل اتجاه بحسب الحاجة والضرورة التي تفرضها المناسبات والقضايا الحياتية، ولكنها مع ذلك تخدم رؤية واحدة شاملة عن الإنسان العربي، بصفة خاصة. وهو لم يصرح بأنه يسعى لإنجاز مشروع فكري ما، ولكنه يعد نفسه صاحب رسالة للإنسان وللأوطان.. ويمثل ظريف حسين مكانة بارزة في ميدان الفلسفة عامة؛ والفلسفة المعاصرة خاصة بوصفه مفكرا مرموقا ترك بصمة واضحة المعالم في الحياة الفكرية، وهو بالإضافة إلى ذلك نموذج للأستاذ الجامعي كما ينبغي أن يكون سواء في التزامه بأداء واجباته الاكاديمية والوظيفة علي أحسن ما يكون الأداء أو في ارتباطه بطلابه في علاقة إنسانية رفيعة المستوى في هدي من التقاليد الجامعية التي يحرص عليها كل الحرص؛ إذ هي دستوره في كل أمر.. وهو من المفكرين الذين يملكون رؤية واضحة عن تطور تاريخ الوعي الفلسفي والفكر العربي المعاصر، وهو لا يعرف الحلول الجاهزة والاجابات المسبقة ولا يؤمن بالمطلقات الإنسانية أو الدوائر المغلقة للفكر.. ورغم أن مقدمات كتبه الأكاديمية بمثابة دراسات تحمل رؤي متعمقة بمناسبات الموضوعات المبحوثة، فإنها كلها تخدم فكرة واحدة مؤداها أن كل الفلسفات فاشلة؛ لأنها تري الأشياء من موقف أحادي، وبذلك فهي منحازة وضيقة الأفق ومتزمتة، وهو يري أن الحياة أكبر من الفلسفات؛ وليس معني ذلك أن تكون مهمتنا تجميعية تلفيقية بل وجوب إعادة إدماج الفلسفة في الجسم الثقافي العام، جنبا إلى جنب العلوم الإنسانية، بعد أن انعزلت جبرا وطواعية عن غيرها؛ ومن ذلك كان عقمها. وهو يري أن كل الفلسفات قد تعبر عن الواقع، ولكنها لا تعبر عن الحقائق؛ لأن الفلاسفة خالوا الوفاض من أدوات العلم؛ وبذلك ليس بمقدورهم حل المشكلات، بل يزيدونها تعقيدا ويضيفون ركاما إلى ركام. والفلسفة عنده هي كل رؤية تدعم الحياة وتوجهها في الاتجاه الصحيح، وتمنحها القوة والتجدد في السياق العام للحياة الإنسانية علي مستوى العالم. وبذلك فإن الحقائق تقاس بالعلم وبقدرتها علي نفخ الروح فينا بجعلنا قادرين لا علي مجرد المواكبة بل علي المنافسة الحقيقية وليس بالأيديولوجيات وادعاء التدين والشعارات.
من كتابات دكتور ظريف حسين
كتاب (الفلسفة الأخيرة)
في كتابه الضخم “الفلسفة الأخيرة: رؤية معرفية سلوكية للفكر العربي“، نجده يتجه إلى تعميق نظراته واستخدام معارفه وأدواته الفلسفية لإصلاح منظومة التعليم والثقافة في المجتمعات العربية التي عانت ولا تزال تعاني من التدهور والانحطاط الحضاري، مركزًا على تطوير المناهج الدراسية وطرق التدريس والمحتوى الدراسي والخطط المسؤولة رسميًا عن التعليم.
ومن ثم فإن معظم الأهداف التي يصبو إليها في هذا الكتاب هي إصلاح التعليم الفلسفي في العالم العربي، وبيان أوجه القصور في ممارسة الأساتذة لها، وتهافت الفكر العربي ورجعيته، وعقمه ونضوب روافده.
ينقسم الكتاب إلى ثلاثة أقسام رئيسة:
القسم الأول
يتضمن مجموعة من المقالات التي تكشف عن الرؤى الفلسفية النظرية للمؤلّف وآرائه حول القضايا الفلسفية ومواقف الفلاسفة منها وموقفه هو نفسه منها.
القسم الثاني
يتناول بعض النماذج التطبيقية لرؤيته الفلسفية التي طرحها في القسم السابق، ويلاحظ أن اختياراته لمشكلات بعينها تنم علي وعي وبصيرة قوية بمشكلات مجتمعاتنا، وعلي مدى اشتباكه مع الواقع، واهتمامه بالمشكلات المهمة التي تؤرق الإنسان العربي والمصري خصوصًا، متبعا في ذلك المنهج الوصفي التحليلي.
القسم الثالث
فيتضمن باقة هائلة من المقالات الكاشفة حول المشكلات التي تشغل عقل الإنسان العربي، وهي مقالات تعمد أن تتسم بالبساطة في العرض مع العمق في التناول والمعالجة بعيدًا عن اللغة الأكاديمية الصارمة والمصطلحات العلمية الرسمية التي تحتاج إلى أهل الخبرة والتخصص في فهمها، لإيمانه بأهمية دمج الفلسفة في النسق الثقافي الجماهيري العام.
وفي ضوء هذه الأقسام الثلاثة، حاول المؤلّف الجواب عن العديد من التساؤلات مثل : كيف تتحول الفلسفة من مجرد نِحْلة سرية أو تعاليم خاصة بجماعة معينة يطلقون علي أنفسهم اسم “الفلاسفة”، ويتناقلون تعاليمها بمنهج نقلي مَدرسي صارم، وتنطوي مؤلفاتهم علي تقديس عالٍ للنصوص الأصلية لأسلافهم والتي يعملون عليها، وتشكل جسد أبحاثهم التي يتكسبون من وراء تلقينها للطلاب أو للحصول علي الدرجات العلمية – كيف يتحول هذا الشيء المسمَّي فلسفة إلى طريقة لفهم الأشياء والعلاقات والشؤون الإنسانية بشكل فعال، منخرطة في العالم، ومشاركة في تنشيط الحس الإنساني والملكات الإبداعية؟ كما يتناول التساؤلات التي تتعلق بمصير الفلسفة عامة والفكر العربي خاصة بمنهج نقدي وبروح جديدة.
من إصدارات مركز ليفانت للدراسات الثقافية والنشر
كتاب نحو نظرية للأخلاق الكونية
وهذا الكتاب (نحو نظرية للأخلاق الكونية) هو تحليل علمي يستند إلي معطيات علوم الحياة، ووظائف الأعضاء، بالإضافة إلي علمي النفس والاجتماع، بهدف تفسير موثوق لنشأة أفعالنا الأخلاقية، ولماذا نرتكب الأخطاء.
و قد تطلب ذلك مسحا شاملا لأهم نظريات الأخلاق برؤية شاملة هدفها تركيز أفعال البشر نحو أهداف مشتركة، من جهة، وحل المشكلات الأخلاقية القائمة في مجتمعاتنا وخاصة فيما يتصل بعلاقاتها بالعلم والدين والقانون، والعادات والتقاليد من جهة أخري.
من إصدارات مركز ليفانت للدراسات الثقافية والنشر
كتاب الأزمة الأخلاقية في العالم الإسلامي- تحليل علمي ورؤية فلسفية
هذا الكتاب هو دراسة وصفية تحليلية، برؤية فلسفية، لفهم الأسباب الحقيقية للانحطاط الحضاري الذي يعاني منه المسلمون منذ قرون، وهو يحاول الإجابة عن أقدم الأسئلة وأعقدها بهذا الخصوص، بمنهجيات غير معهودة من قبل في الدراسات الأخلاقية.
ويتسم الكتاب برؤية واقعية بتحليل نماذج سلوكية لبيان طبيعة العلاقة بين الدين والأخلاق، من جهة، وبين الإسلام والنظم الغربية، وخاصة الليبرالية، من جهة أخري.
وهو أيضًا من إصدارات مركز ليفانت للدراسات الثقافية والنشر